الأربعاء، 15 فبراير 2012

ما هي أهداف الحسين..

أسوتنا

ما هي أهداف الحسين بن علي بن أبي طالب من ثورته الدامية؟


لمعرفة أهداف الثورة الحسينية العظيمة معرفة كاملة ودقيقة لابد للانسان أن يدرس هذه الحادثة العظيمة من جميع جوانها حتى تتضح له أسباب ثورة الحسين (عليه السلام) وأهدافها، وينبغي مراجعة الكتب التي تكفلت دراسة هذا الحدث العظيم.
لكن إذا أردنا بيان أهم أهداف الثورة الحسينية بصورة سريعة فهي باختصار كما يلي :

1. الوقوف أمام جور الجائرين المستحلين لِحُرَم الله وهذا ما صرَّح به الإمام الحسين (عليه السَّلام) في كتابه الى جماعة من وجهاء الكوفة قال فيه: "بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ مِنَ الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيٍّ إِلَى سُلَيْمَانَ بْنِ صُرَدٍ والْمُسَيَّبِ بْنِ نَجَبَةَ ورِفَاعَةَ بْنِ شَدَّادٍ وعَبْدِ اللَّهِ بْنِ وَالٍ وجَمَاعَةِ الْمُؤْمِنِينَ:

أَمَّا بَعْدُ: فَقَدْ عَلِمْتُمْ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ (صلى الله عليه وآله) قَدْ قَالَ فِي حَيَاتِهِ: مَنْ رَأَى سُلْطَاناً جَائِراً مُسْتَحِلًّا لِحُرُمِ اللَّهِ نَاكِثاً لِعَهْدِ اللَّهِ مُخَالِفاً لِسُنَّةِ رَسُولِ اللَّهِ، يَعْمَلُ فِي عِبَادِ اللَّهِ بِالْإِثْمِ والْعُدْوَانِ ثُمَّ لَمْ يُغَيِّرْ بِقَوْلٍ ولَا فِعْلٍ كَانَ حَقِيقاً عَلَى اللَّهِ أَنْ يُدْخِلَهُ مَدْخَلَهُ، وقَدْ عَلِمْتُمْ أَنَّ هَؤُلَاءِ الْقَوْمَ قَدْ لَزِمُوا طَاعَةَ الشَّيْطَانِ وتَوَلَّوْا عَنْ طَاعَةِ الرَّحْمَنِ وأَظْهَرُوا الْفَسَادَ وعَطَّلُوا الْحُدُودَ واسْتَأْثَرُوا بِالْفَيْ‏ءِ وأَحَلُّوا حَرَامَ اللَّهِ وحَرَّمُوا حَلَالَهُ، وإِنِّي أَحَقُّ بِهَذَا الْأَمْرِ لِقَرَابَتِي مِنْ رَسُولِ اللَّهِ (صلى الله عليه وآله)، وقَدْ أَتَتْنِي كُتُبُكُمْ وقَدِمَتْ عَلَيَّ رُسُلُكُمْ بِبَيْعَتِكُمْ أَنَّكُمْ لَا تُسَلِّمُونِّي ولَا تَخْذُلُونِّي، فَإِنْ وَفَيْتُمْ لِي بِبَيْعَتِكُمْ فَقَدْ أُصِبْتُمْ حَظَّكُمْ ورُشْدَكُمْ ونَفْسِي مَعَ أَنْفُسِكُمْ وأَهْلِي ووُلْدِي مَعَ أَهَالِيكُمْ وأَوْلَادِكُمْ فَلَكُمْ بِي أُسْوَةٌ، وإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا ونَقَضْتُمْ عُهُودَكُمْ وخَلَعْتُمْ بَيْعَتَكُمْ فَلَعَمْرِي مَا هِيَ مِنْكُمْ بِنُكْرٍ، لَقَدْ فَعَلْتُمُوهَا بِأَبِي وأَخِي وابْنِ عَمِّي والْمَغْرُورُ مَنِ اغْتَرَّ بِكُمْ، فَحَظَّكُمْ أَخْطَأْتُمْ ونَصِيبَكُمْ ضَيَّعْتُمْ فَمَنْ نَكَثَ فَإِنَّما يَنْكُثُ عَلى‏ نَفْسِهِ وسَيُغْنِي اللَّهُ عَنْكُمْ، والسَّلَامُ) (1).

فالواجب الديني والاجتماعي حتَّمَ على الامام الحسين (عليه السلام) القيام بوجه الحكم الأموي الذي استحل حرمات الله ونكث عهوده وخالف سنة رسول الله (صلى الله عليه وآله)، والإمام الحسين (عليه السلام) باعتباره سبط رسول الله (صلى الله عليه وآله  وريحانته كان أولى من غيره برد الاعتداء عن الدين والمجتمع.

2. اتمام الحجة على من يريد الجهاد في سبيل الله والقيام بوجه الحكم الأموي ممن راسل الامام ( عليه السلام ) من أهل الكوفة.

3. حماية الإسلام من خطر الحكم الاموي : فيزيد بن معاوية كان عازماً على محو الإسلام وقلع جذوره، فقد أعلن الكفر حال تربعه على كرسي الخلافة الإسلامية حين قال:
لعبت هاشم بالملك فلا ***خبر جاء ولا وحي نزل

4. تطهير الخلافة الإسلامية من أرجاس الأمويين : ولقد صرح ( عليه السَّلام ) بذلك في خطبه ورسائله قائلاً : فلعمري ما الامام إلا العامل بالكتاب والآخذ بالقسط والدائن بالحق والحابس نفسه على ذات الله.
أما يزيد فقد كان يشرب الخمر ولا يتناهى عن المنكرات.

5. تحرير إرادة الأمة: لقد بث الحسين (عليه السَّلام) روح العزة والكرامة والجهاد في نفوس المسلمين، فكان لمقتله أثراً عظيماً في إحياء روح الجهاد في الامة الإسلامية إذ نتجت من ثورته ثورات عديدة تنادي يالثارات الحسين وهي التي دكت عروش الأمويين.

6. الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر: ولعل الهدف الرئيسي في الثورة الحسينية هو إحياء الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، فقد صرَّح الإمام الحسين (عليه السَّلام) في وصيته التي كَتَبَها وسلَّمها لِأَخِيهِ مُحَمَّد بن الحنفية بذلك صراحة حيث كتب فيها:
   (بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ، هَذَا مَا أَوْصَى بِهِ الْحُسَيْنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ إِلَى أَخِيهِ مُحَمَّدٍ الْمَعْرُوفِ بِابْنِ الْحَنَفِيَّةِ، أَنَّ الْحُسَيْنَ يَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، وأَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ ورَسُولُهُ جَاءَ بِالْحَقِّ مِنْ عِنْدِ الْحَقِّ، وأَنَّ الْجَنَّةَ والنَّارَ حَقٌّ، وأَنَّ السَّاعَةَ آتِيَةٌ لا رَيْبَ فِيها، وأَنَّ اللَّهَ يَبْعَثُ مَنْ فِي الْقُبُورِ، وأَنِّي لَمْ أَخْرُجْ أَشِراً ولَا بَطِراً ولَا مُفْسِداً ولَا ظَالِماً، وإِنَّمَا خَرَجْتُ لِطَلَبِ الْإِصْلَاحِ فِي أُمَّةِ جَدِّي (صلى الله عليه وآله) أُرِيدُ أَنْ آمُرَ بِالْمَعْرُوفِ وأَنْهَى عَنِ الْمُنْكَرِ، وأَسِيرَ بِسِيرَةِ جَدِّي وأَبِي عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ (عليه السَّلام) فَمَنْ قَبِلَنِي بِقَبُولِ الْحَقِّ فَاللَّهُ أَوْلَى بِالْحَقِّ، ومَنْ رَدَّ عَلَيَّ هَذَا أَصْبِرُ حَتَّى يَقْضِيَ اللَّهُ بَيْنِي وبَيْنَ الْقَوْمِ بِالْحَقِّ وهُوَ خَيْرُ الْحاكِمِينَ، وهَذِهِ وَصِيَّتِي يَا أَخِي إِلَيْكَ وما تَوْفِيقِي إِلَّا بِاللَّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وإِلَيْهِ أُنِيبُ).(2)

7. كما أن هناك أموراً أخرى كانت ولا شك من أهداف الإمام الحسين (عليه السلام) أمثال: إماتة البدعة حيث يقول في كتابه لأهل البصرة.
قَالَ ابْنُ نَمَا كَتَبَ الْحُسَيْنُ (عليه السَّلام) كِتَاباً إِلَى وُجُوهِ أَهْلِ الْبَصْرَةِ مِنْهُمُ الْأَحْنَفُ بْنُ قَيْسٍ، وقَيْسُ بْنُ الْهَيْثَمِ، والْمُنْذِرُ بْنُ الْجَارُودِ، ويَزِيدُ بْنُ مَسْعُودٍ النَّهْشَلِيُّ وبَعَثَ الْكِتَابَ مَعَ زَرَّاعٍ السَّدُوسِيِّ، وقِيلَ مَعَ سُلَيْمَانَ الْمُكَنَّى بِأَبِي رَزِينٍ، - جاء ـ فِيهِ: (إِنِّي أَدْعُوكُمْ إِلَى اللَّهِ وإِلَى نَبِيِّهِ، فَإِنَّ السُّنَّةَ قَدْ أُمِيتَتْ، فَإِنْ تُجِيبُوا دَعْوَتِي وتُطِيعُوا أَمْرِي أَهْدِكُمْ سَبِيلَ الرَّشاد).(3)

هذا ويمكن أن تكون لثورته المقدسة أهدافٌ أخرى كتحرير اقتصاد الأمة الإسلامية، والدفاع عن حقوق أهل البيت، وتخليد ذكر النبي (صلى الله عليه وآله) وأهل بيته الكرام البررة (عليهم السلام)، وتخفيف المظالم عن الأمة الإسلامية، إلى غيرها من الأهداف السامية النبيلة.

(1). بحار الأنوار (الجامعة لدرر أخبار الأئمة الأطهار (عليهم السلام)) : 44 / 381، للعلامة الشيخ محمد باقر المجلسي، المولود بإصفهان سنة : 1037، والمتوفى بها سنة : 1110 هجرية، طبعة مؤسسة الوفاء، بيروت / لبنان، سنة : 1414 هجرية.

(2). بحار الأنوار ( الجامعة لدرر أخبار الأئمة الأطهار ( عليهم السلام ) ) : 44 / 329، للعلامة الشيخ محمد باقر المجلسي، المولود بإصفهان سنة : 1037، والمتوفى بها سنة : 1110 هجرية، طبعة مؤسسة الوفاء، بيروت / لبنان، سنة : 1414 هجرية.

(3). بحار الأنوار ( الجامعة لدرر أخبار الأئمة الأطهار ( عليهم السلام ) ) : 44 / 339، للعلامة الشيخ محمد باقر المجلسي، المولود بإصفهان سنة : 1037، والمتوفى بها سنة : 1110 هجرية، طبعة مؤسسة الوفاء، بيروت / لبنان، سنة : 1414 هجرية.
_________


الشيخ صالح الكلباسي 
عن
 islam4u.com