الأربعاء، 15 فبراير 2012

الصحيح من سيرة النبي الأعظم (ص)

تعريف بكتاب


كتاب الصحيح من سيرة النبي الأعظم

  بمناسبة المولد النبوي الشريف نتناول في هذا العدد تعريفا بكتاب مهم في فضاء السيرة المحمدية المباركة، كتاب لمع وانتشر منذ أن أُلِّف وصدر، لا يستغني عن الرجوع إليه كل من قرأه وتعرف عليه.
كتاب (الصحيح من سيرة النبي الأعظم "ص")




كتابٌ فريدٌ في موضوعه، تمرَّد خلاله مؤلفة المحقق الثَّبت والعلامة الكبير سماحة السيِّد جعفر مرتضى العاملي (حفظه الله) على المألوف.

تجاوز التقليد، وتخطى مُجرد النقل، وأهمل السرد المُمل الرتيب، ففحص المادة التاريخية في كتب السيَر والتواريخ التي تناولت حياة أقدس نسمة عرفتها الدنيا، ألا وهي حياة الرسول الأكرم (ص)، فحصها بعين الناقد البصير والأخصائي الماهر.

فجاء مشروع السيِّد المؤلف مشروعا مُباركا، ومحاولةً جادةً وموفقة إلى حدٍّ لا يُستهانُ به في غربلة السيرة النبوية الشريفة مما عَلُقَ بها من شوائب وأدران اقتضتها جملةٌ من الأسباب عبر كلِّ هذه الحُقب التاريخية لا تخفى على المُتتبع الموضوعي.

نقرؤه فيما كتب وقد ابتعد عن "النظرة الضيقة" في عملية مُلاحظة الحدث المُنفصلة عن جذوره و أسبابه، ونتائجه وآثاره، وسعى مُجتهداً لاستخلاص صورةً نقيةً واضحةً جَهدَ المُستطاع عن تاريخ مُنقذ البشرية (ص).

وذلك لما يمثله هذا التاريخ من تّراث بالغ الأهمية في حياة عامة المسلمين دِينا ودُنيا، باعتباره يضمُّ سيرة النبي (ص) وسُنَّته، كيف لا، وهي الرافد الآخر لدى أهل الإسلام بعد كتاب الله المجيد، حيث الأحكام والسُنن، الفروض والمندوبات، والأسوة والاقتداء؟!!

سدَّ الكتاب فراغاً كبيراً موجوداً في هذا المجال، فرمقته أعين أهل العلم و المجاميع الثقافية بعين الإكبار، وأشارت له ببنان الإعظام، وشكرت له المحافل العلميِّة هذا النِّتاج الطيِّب الثَّر، فحصل على أكبر الجوائز التقديرية عام1413ه.

جاء الكتاب في (35) جزءا بضميمة مُجلدي الفهارس الأخيرين، وبدأ الكتابُ بما يلي:

تقديم المؤلف حول الكتاب، دواعي التأليف.

طريقة العرض.

جملةٍ من التنبيهات التي تخدم القارئ خلال رحلته في قراءته.

تقديم حول أهمية كتابة التاريخ.

مدخل إلى دراسة السيرة النبوية.

ما قبل البعثة، و بحوث تسبق السيرة، يتناول المؤلف تحت هذا العنوان أبحاث هامة جدا ترتبط بالفهم العقديِّ الصحيح المستوعب لصون الشخصية النبوية من كلِّ نّبزٍ أو استنقاص، كـ:

إيمان آباء النبي (ص) إلى آدم (ع).

بماذا يدين النبي (ص) قبل البعثة؟

وبعد ذلك يلجُ المؤلف (حفظه الله) في عمق السيرة العطرة ابتداءً بـ:

نسب النبي (ص).

مولد النبي (ص).

ويتسلسل هكذا تباعا مع مراحل حياة النبي الخاتم محمد بن عبد الله (ص)، مُسلطاً عليها مجهرَ الفحص والتدقيق، سابراً أغوارها، مُتغلغلاً في دهاليز الأخبار، وماسحاً لأروقة الرواة والنُّقال، إلى أن يصل لـ:

مرض النبي (ص)، ورحيله، وما يتبع ذلك من نقولات تاريخية تخص الحدث الفادح وما تلاه من أمور.

وختاماً فالكتابُ سفرٌ جدير، لمؤلفٍ قدير، حريٌّ بأهل الاختصاص أن ينسجوا على منواله، وأن يقتفوا أثره، ويكملوا ما بدأه العلامة العاملي (حفظه الله)، ويتداركوا ما قد فاته، أو ينقدوه علميَّا فيما كتب أو تَوَصَّل له من نتائج.

لا ريب إن في ذلك لخيرًا كبيرًا في سبيل تنمية الحركة المعرفية، ورَفد النشاطات العلمية والتحقيقية، سيَّما فيما يرتبط بتواريخ سيِّد الخلق محمد (ص) وآله الطيبين الأمجاد (عليهم السلام).