استراحة
1. الحقد (1)
في القرن السادس الهجري وصل (بن سلار) - وكان ضابطا في الجيش المصري – إلى مقام الوزارة، وراح يحكم الناس بكل اقتدار كان هذا من جهة شجاعاً، نشطاً، ذكياً، وكان من جهة أخرى أنانياً، فظاً، ظالما وقد خدم أثناء حكمه كثيرا، عندما كان بن سلار ضابطا في الجيش حكم عليه بدفع غرامة فشكا الأمر إلى (أبي الكرم) محاسب الديوان وأوضح له الأمر. غير أن أبا الكرم أهمل كلامه، بحق أو بدون حق، وقال له إن كلامك لا يدخل في أذني، فغضب بن سلار منه وحقد عليه.
وما إن تسلم مقام الوزارة حتى انتهز الفرصة للانتقام فألقى القبض عليه وأمر أن يدق في أذنه مسمار طويل فدُق حتى خرج من أذنه الأخرى، ومع كل صرخة من صرخات أبي الكرم عند طرق المسمار في أذنه كان بن سلار يقول له: الآن يدخل كلامي في أذنك. ثم أمر بشنق جثته الهامدة بتعليقه من المسمار الداخل في رأسه.
2. اثنان قد ذهبا
مر أحد المتسولين في ذات يوم على خيمة يسكنها أعرابي فسأله أن يعطيه مما أعطاه الله، أجابه الأعرابي: لا يوجد عندي ما يكفيني حتى أعطيك، فقال الأعرابي له:
لا أدري أين ذهب الذين يؤثرون على أنفسهم ولو كلن بهم خصاصة؟
فأجابه الأعرابي قائلاً : ذهبوا مع الذين لا يسألون الناس إلحافا.
3. إياس في مجلس القضاء(2)
استودع رجلٌ رجلاً آخر مالا، ثم طالبه به فجحده فخاصمه إلى إياس ابن معاوية القاضي، وقال: دفعت إليه مالا في مكان كذا وكذا قال فأي شيء في ذلك الموضع؟ قال: شجرة.
قال: فانطلِقْ إلى ذلك الموضع، وانظر إلى تلك الشجرة ، فلعل الله يوضح لك هناك ما تُبيِّنُ به حقك!
أو لعلك دفنت مالك عند الشجرة فنسيت فتذكر إذا رأيت الشجرة.
فمضى وقال للمطلوب منه: اجلس حتى يرجع صاحبك، فجلس وإياس ينظر إليه بين كل ساعة ثم قال: ترى صاحبك بلغ موضع الشجرة؟ قال: لا!
فقال: يا عدو الله، أنت الخائن.
قال أقلني أقالك الله! فأمر بحفظه حتى جاء خصمه، فقال له: خذ منه بحقك فقد أقر.
4. بالصبر يرتفع القدر(3)
إذا صب في القنديل زيتٌ، ثم صب عليه ماء، صعد الزيت فوق الماء، فيقول الماء: أنا ربيت شجرتك فأين الأدب لِمَ ترتفعُ عليَّ؟!
فيقول الزيت: أنت في رضراض الأنهار تجري على طريق السلامة، وأنا صبرت على العصر وطحن الرحى، وبالصبر يرتفع القدر.
فيقول الماء: إلا أني أنا الأصل.
فيقول الزيت: استر عيبك فإنك لو توليت المصباح لانطفأ.
5. الصبر مفتاح الفرج (4)
سأل شاب رجل أعمال عن السبب في نجاحه فقال له: الصبر هو سر نجاحي، إن أي شيء في الدنيا يمكن عمله إذا اتذرع الإنسان بالصبر.
فقال الشاب: ولكن هناك شيء واحد لا يمكن عمله مهما كان الإنسان صبورا… وهو نقل الماء في المنخل.
فرد عليه رجل الأعمال في الحال: حتى هذا يمكن عمله إذا انتظر الإنسان حتى يجمد الماء.
[1] الأخلاق ج1/ص133
[2] قصص العرب ج1
[3] روضة المتعظين 2/66
[4] من كتيب الصناديق الخيرية .