الأربعاء، 29 فبراير 2012

المفضل بن عمر

فاقصص القصص
المفضل بن عمر
   لعمري إن مدلول هذه الرواية لا يحتاج إلى الإيضاح ويكفي هنا أن الإمام (عليه السلام) بيّن مقام الشيعه وعظم المنزلة التي أنزلهم الله بها، وأنهم مشرّفون بتشريفهم بولاية أهل البيت (عليهم السلام)، وأوضح أن علاقتهم بشيعتهم تتجاوز الزمان والمكان، وكأن الإمام يريد أن يوضّح علامة من علامة التشيع الصادق وهي الحنين المتبادل.

حديث المفضّل وخلق أرواح الشيعة من الأئمة (عليهم السلام)
عن عبد الله بن الفضل الهاشمي قال(1): كنت عند الصادق جعفر بن محمد (عليهما السلام)، إذ دخل المفضّل بن عمر(2)، فلما بصر به ضحك إليه.
ثم قال: (إليّ يامفضل، فوربي إني لأحبك وأحب من يحبك، يامفضّل لو عرف جميع أصحابي ماتعرف ما اختلف اثنان).
فقال المفضل: يابن رسول الله، لقد حسبت أن أكون قد أنزلت فوق منزلتي.
فقال (عليه السلام): (بل أنزلت المنزلة التي أنزلك الله بها).
فقال: يابن رسول الله، فما منزلة جابر بن يزيد(3) منكم.
قال: (منزلة سلمان من رسول الله).
فقال: فما منزلة دواود بن كثير الرقي(4) منكم؟
قال: (منزلة المقداد من رسول الله).
قال: ثم أقبل علَيّ، فقال: (يا عبدالله بن الفضل، إن الله تبارك وتعالى خلقنا من نور عظمته، وصنعنا برحمته وخلق أرواحكم منا، فنحن نحنُّ إليكم وأنتم تحنون إلينا، والله لو جَهَد أهل المشرق والمغرب أن يزيدوا في شيعتنا رجلاً أو ينقصوا منهم ماقدروا على ذالك، وإنهم لمكتبون عندنا بأسمائهم وأسماء آبائهم وعشائرهم وأنسابهم، ياعبدالله بن الفضل، ولو شئت لأريتك اسمك في صحيفتنا).
قال: ثم دعا بصحيفة فنشرها فوجدتها بيضاء ليس فيها أثر الكتابة.
فقلت: يابن رسول الله، ما أرى فيها أثر الكتابة!
قال: فمسح يده عليها فوجدتها مكتوبة، ووجدتُ في أسفلها اسمي فسجدت لله شكراً.


(القصص الولائية، الشيخ محمود الشامي/129،130) 
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
 بحار الأنوار 47/ 395
المفضل بن عمر: عدّه (الإرشاد) في شيوخ أصحاب الصادق (عليه السلام) وخاصّته وبطانته وثقاته الفقهاء الصالحين ممن روى عنه النص على ابنه الكاظم (عليه السلام). وعن غيبة الشيخ: كان من قوام الأئمة (عليهم السلام) وكان محموداً عندهم ومضى على منهاجهم، فعن موسى بن بكر، قال : كنت في خدمة أبي الحسن ( عليه السلام ) فلم أكن أرى شيئا يصل إليه إلاّ من ناحية المفضل، وربما رأيت الرجل يجيء بالشيء فلا يقبله، ويقول: أوصله إلى المفضل. (أعيان الشيعه 10/ 123).
قال النجاشي في رجاله / 128 رقم 332: " جابر بن يزيد، أبو عبد الله، وقيل: أبو محمد الجعفي، عربي، قديم، نسبه : ابن الحارث بن عبد يغوث بن كعب بن الحارث بن معاوية بن وائل بن مرار بن جعفي، لقى أبا جعفر وأبا عبد الله (عليهما السلام) ومات في أيامه سنة ثمان وعشرين ومائة، وذكره الشيخ في الفهرست: 45 رقم 147، وعده في رجاله: 111 رقم 6 من أصحاب الباقر (عليه السلام) قائلا: " جابر بن يزيد بن الحارث بن عبد يغوث الجعفي توفى سنة ثمان وعشرين ومائة على ما ذكر ابن حنبل، وقال يحيى بن معين: مات سنة اثنتين وثلاثين ومائة.
قال ابن داود في القسم الأول من رجاله/91 رقم 594: " داود بن كثير الرقي مولى بنى أسد من أصحاب الصادق(عليه السلام) عن رجال الشيخ، وثقه الشيخ والكشي وابن فضال، وطعن فيه النجاشي، وسيأتي في الضعفاء". وذكره في القسم الثاني من رجاله 245 رقم 179 قائلا:" داود بن كثير الرقي من أصحاب الصادق والكاظم (عليهما السلام).