الأربعاء، 29 فبراير 2012

مسجد الشيخ عمير بن عامر الكوفي

معالم وأعلام
مسجد الشيخ عمير بن عامر الكوفي (ره)
 
   مسجد يقع في جزيرة سترة من المحافظة الوسطى، ويضم ضريح الشيخ عمير بن عامر الهمداني (القرن الهجري الأول).

  • قصته مع المختار الثقفي.
  • مرقده.
  • بعض الصور لقبره المبارك.

    قصته مع المختار الثقفي:
    قال لوط بن يحيى المعروف بأبي مخنف (ت 157هـ) رحمه الله:
      كان عمير بن عامر الهمداني المعروف بـ(المعلم) من أهل الكوفة وكان يعلّم الصبيان القرآن، وفي يوم من الأيام شرب الماء ولعن قاتلي الحسين ابن علي (عليه السلام) - كان ذلك قبيل ثورة المختار وهلاك يزيد - وكان بين الصبيان ابنٌ لسنان بن أنس النخعي (أحد قتلة الحسين (ع))، فقال:
    أهكذا تلعن الخليفة يزيد والأمير عبيد الله بن زياد ؟
    فقال له: يا غلام أعرض عن هذا الكلام فأنت عندي مثل ابني فسكت، إلا أنه لما انصرف دخل في خربة وضرب رأسه بحجر وترك الدماء تخضب وجهه ومضى إلى أمه صارخا، فلما رأته أمه صرخت وقالت: من فعل بك هذا ؟
    فأخبرها بما قال المعلم وإنه لامه على ذلك وفعل به هذا، فأخذته أمه وذهبت به إلى بن زياد ونادت بأعلى صوتها: النصيحة النصيحة، وخرج إليها والد الصبي وهو من خواص بن زياد، فلما علم بذلك أدخل ابنه على بن زياد وقص عليه القصة، فأمر بن زياد بإحضار المعلم مكتوف اليدين، فلما مثل بين يديه أنكر، فلم يقبل عذره وأمر بسجنه في الطامورة، فأدخلوه الباب الأول والثاني حتى نزل تحت الطامورة بعشرين ذراعا، فلما نزل لم يبصر شيئا فصبر ساعة فأضاء له الموضع فرأى قوما يستغيثون ولا يغاثون منهم أقوام مقيدون ومنهم جماعة مغلولون وسمع في آخر الطامورة أنينا عاليا فتخطى الرقاب حتى وصل إلى الأنين وإذا برجل مقيد مغلولة يداه في عنقه، وهو جالس لا يقدر أن يلتفت يمينًا ولا شمالا وفي وجهه ضربة يخرج القيح منها وهو في ذلك الحال يتنفس الصعداء، فسلم عليه فرد عليه السلام، ورفع رأسه ونظر إليه وإذا بشعره قد غطّى عينيه ووجهه فقال له:
    يا هذا ما الذي جنيت حتى نزلت بك هذه المصيبة ؟
    فقال: لأني من شيعة علي بن أبي طالب (عليه السلام)، ومولى الحسين (عليه السلام)، فقال: أنا المختار بن عبيدة الثقفي.
    قال عمير: لما سمعت كلامه بكيت عليه فقبلت رأسه ويديه، 
    فقال لي: من أنت يرحمك الله؟
    فقلت: أنا عمير بن عامر الهمداني وحكيت له القصة، فقال لي:
    طب نفسا وقر عينا فأنت تخرج عن قريب، وبعد أيام قلائل، وكان للمعلم ابنة أخ وهي مربية في دار ابن زياد قد أرضعت أولاده فلما سمعت بخبر عمها دخلت على (حضية) زوجة ابن زياد وشقت جيبها وهي تبكي فقالت: حضية ما أصابك؟
    قالت لها:  يا سيدتي، إن عمي شيخٌ كبير وقد علّم أولادكم وقد وجَب حقُّه عليكم وقد كذب عليه صبي بكلام لم يقله وقد حبسه الأمير في الطامورة لعل الله يفك أسره على يديك، فأوعدتها خيرا، ثم دخلت على ابن زياد وكانت أحظى نسائه عنده وأوجههن إليه، فقالت:
    أيها الأمير، إن عميرا المعلم له علينا إحسان وقد وجب حقه علينا وهو مكذوب عليه فهبه لي، فقال: حبا وكرامة، وأمر بإطلاق سراحه، وطلب المختار من المعلم قبل الإفراج عنه أن يوصل إليه ورقة بمقدار شبر وقلم وحبر ولو بقشر جوزة فأوعده بذلك.
    ولما خرج أرشى السجان بألف دينار وألف درهم وطعام وفاكهة كثيرة في قصة مفصلة حتى أوصل ذلك إلى المختار، فكتب كتابا إلى زوج أخته عبد الله بن عمر (ت 73هـ) وأوصله السجان إلى عمير، ثم استأذن عمير من ابن زياد للخروج إلى الحج فأذن له، وأعطاه ألف دينار وألف درهم فتصدق بها عمير على الفقراء والمساكين من المؤمنين وخرج قاصدا المدينة حتى وصل دار عبد الله ابن عمر وأعطاه الرسالة يطلب منه أن يشفع له عند يزيد ويسعى في خلاصه، فكتب كتابا إلى يزيد وأعطاه عمير ليوصله إلى يزيد في الشام وبعد حوادث يطول ذكرها أوصل إليه الرسالة عن طريق أحد غلمان يزيد وهو من الشيعة الموالين لأهل البيت (عليهم السلام)، وهو من يوم قتل الحسين (عليه السلام)، يلبس السواد وهو الذي اشترى رأس الحسين (عليه السلام)، بمائة ألف دينار ورده إلى كربلاء، وهو صائم النهار قائم الليل ويفطر على خبز الشعير ويعمل الزنانير ويبيع كل يوم زنارا بخمسمائة درهم وينفق على نفسه بعضا ويتصدق بالباقي على فقراء الشيعة ولا يأكل من مال يزيد أبدا، ولم يكن مملوكا له بل يخدمه ويزيد مشغوف بحبه، ولا يقدر أن يفارقه ولا يغضبه أبدا، وكان الخادم قد رأى الحسين (عليه السلام) في المنام قبل لقائه بعمير ووصاه بقضاء حاجة عمير، ولما أوصل إلى يزيد الرسالة بالإفراج عن المختار وحَمْله إلى صهره عبد الله بن عمر وأن يكرم عمير فالتفت يزيد إلى الغلام وقال: قضيت حاجتك، والله لقد وددْتُ أن تسألني عن مئتي ألف دينار من مالي ولا تسألني إخلاء سبيل المختار ولكن جمعنا في قضاء هذه الحاجة أمران:
    أحدهما: قضينا حق عبد الله بن عمر.
    والآخر: أنعمنا عليك وقضينا حقك، وكتب كتابا لعبيد الله ابن زياد بفك أسر المختار، فذهب عمير إلى ابن زياد وأعطاه الكتاب، وكانت من عادته إذا ورد عليه كتاب من يزيد لا يقرؤه إلا وهو قائم فيقبّل الكتاب ويضعه على رأسه، وفضّه فلما قرأه وفهم معناه.
    قال: سمعًا وطاعةً للخليفة، ثم أحضروا المختار مكرما وجلب له طبيبا يداوي وجهه واعتذر له كثيرا وأمر له بناقة للمسير وناقة للزاد وناقة للماء ومالا كثيرا.
    وخرج من الكوفة إلى المدينة يصحبه عمير المعلم، وشاءت الأقدار أن يقوم المختار بثورته المظفرة ويشفي بعض ما بنفسه ونفس عمير ونفوس الشيعة من قتلة الحسين (عليه السلام)، حيث قتل منهم في سنة ونصف السنة ثمانية عشر ألف قتيل، وفي غضون هذه المدة كان عمير المعلم من رجال المختار ومن أهل الرتب العالية يأمر وينهى..
    وفر من أهل الكوفة إلى البصرة ثلاثة عشر ألف نفر خوفا من سيف المختار، وجاء من الحجاز إلى البصرة مواتية وزحف على الكوفة بجيشه المؤلف من جماعة من أهل البصرة ومن الذين نجو من سطوة المختار من أهل الكوفة، ووقعت الواقعة وكان عمير إلى جنب المختار، فلما رأى غدر أهل الكوفة بالمختار وقتله، فر بنفسه متنكرا يطلب ملجئا يحميه من مصعب بن الزبير ومن الأمويين.

    مرقده:
    يقع مرقده على الساحل الشرقي من جزيرة سترة، وهي جزيرة تقع شرق جزيرة البحرين تتصل بالمنامة وبجزيرة النبيه صالح عبر جسر طوله 2 كم تقريبا أنشأ في سنة 1976م، مساحتها (30) كيلو متر مربع، سكانها (44) ألف نسمة تقريبا حسب إحصائية 2001م.
    وفيها مجموعة من القرى: (واديان)، (الخارجية)، (القرية)، (مركوبان) أو (مُرقبان)، (سفالة)، (مهزّة).
     للتكبير اضغط على الصورة
    وكان بها فيما مضى الكثير من العيون أكبرها وأشهرها (عين الرحى) في قِرية المهزة و (عين مهزة)، و(عين عبدان) في واديان.
    وفيها الآن المنطقة الصناعية وتتضمن الكثير من الشركات المهمة كشركة بابكو والبترو كيماويات ودرفلة الألمنيوم إضافة إلى محطة سترة لتحلية المياه.
    وهي- كما يقول النبهاني - شبه جزيرة على مسافة (45) دقيقة وإذا جزَر البحر اتصلت به بشبه برزخ يعلوه ماء رقيق سُمك ذراع فأقلّ.
    وبها عيون كثيرة أكبرها (عين الرحى)، ثم(عين مهزة) ويتبعها من القرى (1) القرية (2) مهزة (3) سفالة (4) مركوبان (5) واديان (6) الخارجية (7) المعامير (8) العِكر (9) الفارسية (10) الحالات وهذه المدينة مع قراها مملوءة بالنخيل الباسقة والأشجار المثمرة.
    وهي التي جرت بها الوقعات الشهيرة.
    ويعود تاريخ تسميتها بهذا الاسم إلى ما قبل القرن السادس الهجري حيث ذكرها الشاعر المعروف علي ابن المقرب المولود سنة 572 هـ/1176م والمتوفى سنة 629هـ/1232م، قال:
    ويوم سترة منا كان صاحبه                      
                    لاقت به سامة والحاسك الرقما
    ويذكر الناصري (ره) أن قبر الشيخ عمير مرت عليه فترة من الزمن مجهول - بمعنى أنه مهمل وغير مشهور - وليس له قبة، حتى عرف واشتهر بفضل الحاج ابراهيم بن علي الذي بناه لأول مرة في سنة 1367هـ وجعل من حوله عريشا من السعف وبدأ الناس ينذرون إليه ويزورونه، والحاج ابراهيم يجمع الدخل بأمانة وتحفظ، ثم بناه في المرة الثانية في سنة 1371هـ بصورة أكبر وشاع وذاع صيته، والحاج ابراهيم يكبر اهتمامه به وفي سنة 1402هـ بنى هذه البناية الحالية.


    بعض الصور لقبره المبارك:


    المسجد قبل التجديد
    لتكبير الصورة الرجاء الضغط عليها

    لتكبير الصورة الرجاء الضغط عليها

    لتكبير الصورة الرجاء الضغط عليها