أخلاقنا
..لا ريب في كون ذلك في الغالب مترتباً على العداوة والحسد، وإن ترتب بعض أفرادها في بعض الأحيان على مجرد الطمع أو الحرص ليكون من رداءة القوة الشهوية، أو على مجرد الغضب وسوء الخلق والكبر، وإن لم يكن حقد وحسد.
وعلى أي تقدير، لا شبهة في أن الإيذاء للمؤمن واحتقاره محرّم في الشريعة، موجب للهلاك الأبدي، قال الله سبحانه:
وعلى أي تقدير، لا شبهة في أن الإيذاء للمؤمن واحتقاره محرّم في الشريعة، موجب للهلاك الأبدي، قال الله سبحانه:
(وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُّبِينًا).
وقال : رسول الله (ص): ( من آذى مؤمناً فقد آذاني، ومن آذاني فقد آذى الله، ومن آذى الله فهو ملعون في التوراة والإنجيل والزبور والفرقان).
وفي خبر آخر: (فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين ).
وقال: (ص): (المسلم من سلم المسلمون من يده ولسانه).
وقال: (ص): ( لا يحل للمسلم أن يشير إلى أخيه بنظرة تؤذيه).
وقال: (ص):(ألا انبئكم بالمؤمن! من ائتمنه المؤمنون على أنفسهم وأموالهم. ألا انبئكم بالمسلم! من سلم المسلمون من لسانه ويده. والمؤمن حرام على المؤمن أن يظلمه أو يخذله أو يغتابه أو يدفعه دفعة).
وقال: الصادق (ع): (قال الله عز وجل: ليأذن بحرب مني من آذى عبدي المؤمن).
وقال: (ع): (إذا كان يوم القيامة، نادى منادٍ: أين المؤذون لأوليائي؟ فيقوم قوم ليس على وجوههم لحم، فيقال: هؤلاء الذين آذوا المؤمنين ونصبوا لهم وعاندوهم وعنفوهم في دينهم. ثم يؤمر بهم إلى جهنم).
وقال: (ع): (قال رسول الله (ص): قال الله تبارك وتعالى: من أهان لي ولياً فقد أرصد لمحاربتي).
وقال: (ع): (إن الله تبارك وتعالى يقول: (من أهان لي ولياً فقد أرصد لمحاربتي، وأنا أسرع شيء إلى نصرة أوليائي).
وقال :(ع): (قال رسول الله (ص): قال الله عز وجل: قد نابذني من أذل عبدي المؤمن).
وقال: (ع): (من حقر مؤمناً مسكيناً أو غير مسكين، لم يزل الله عز وجل حاقراً له ما قتاً، حتى يرجع عن محقرته إياه(.
وفي معناها أخبار كثيرة آخر.
ومن عرف النسبة التي بين العلة والمعلول، والربط الخاص الذي بين الخالق والمخلوق، يعلم أن إيذاء العباد وإهانتهم يرجع في الحقيقة إلى إيذاء الله وإهانته، وكفاه بذلك ذماً. فيجب على كل عاقل أن يكون دائماً متذكراً لذم إيذاء المسلمين واحتقارهم، ولمدح ضدهما، من رفع الأذيّة عنهم وإكرامهم ـ كما يأتي ـ، ويحافظ نفسه عن ارتكابهما، لئلا يفتضخ في الدنيا ويعذب في الآخرة.