قصص
من أهم الأمور المستفادة من هذه الحادثة هي:
أـ دلالة على علم أمير المؤمنين (عليه السلام) الغيبي.
ب ـ أن مفعول تأثير وقوة الدعاء أقوى من طاقة وقوة أربعين رجلاً. وقد جاء في الأثر: (الدعاء سلاح المؤمن).
ج ـ إنه لمَّا كان الراهب من أهل العلم قبِل بالدليل واستسلم للحجة.
دـ أن أمير المؤمنين (عليه السلام) لم يأمر أصحابه بطلب الماء هنا صدفةً، بل لحكمة بالغة وقد أغنت النُذُر.
العين والصخرة
إنه لما سار(1) -أمير المؤمنين (عليه السلام) - إلى صفين أعوز أصحابه إلى الماء فشكَوا إليه الماء.
فساروا يميناً وشمالً وطولاً وعرضاً، فلم يجدوا ماءً، فوجدوا صومعة بها راهب(2)، فنادوه وسألوه عن الماء؟
فذكر أنه يجلب إليه في كل أسبوع مرة واحدة.
فرجعوا إلى أمير المؤمنين (عليه السلام ) فأخبروه بما قال الرهب.
فقال(عليه إسلام): (إلحقوا بي).
ثم سار غير بعيد فقال: (احفروا هاهنا).
فحفروا فوجدوا صخرةً عظيمة.
فقال: (اقلبوها تجدوا تحتها الماء).
فتقدّم إليها أربعون رجلاً فلم يحركوها.
فقال: (إليكم عنها).
فتقدّم وحرّك شفتيه بكلام لم يُعلم ما هو ثم دحاها بالهواء ككرة في الميدان.
فقال الراهب وهو ينظر إليه وأشرف عليه: من أين أنت يافتى، فنحن أُنزل في كتابنا أن هذا الدير بُني على البئر والعين، وأنها لا يظهرها إلا نبي أو وصي نبي، فأيهما أنت؟
فقال: (أنا وصي خير الأنبياء، أنا وصي سيد الأنبياء أنا وصي خاتم النبيين، أنا ابن عم قائد الغرّ المحجلين، أنا علي بن أبي طالب أمير المؤمنين (عليه السلام)).
قال: فلما سمع الراهب نزل من صومعته وخرج ومشى وهو يقول: مدّ يدك فأنا أشهد أن لا اله إلا الله، وأن محمداً رسول الله، وأن علي بن أبي طالب وصيه وخلفيته من بعده. قال: ثم شرب المسلمون من ماءِ العين، وماؤها أبيض من الثلج، وأحلى من العسل.
فرووا منها وسقوا خيولهم، وملأوا روياهم.
ثم أعاد (عليه السلام) الصخرة إلى موضعها من ثم ارتحل من نحوها إلى ديارهم.
(القصص الولائية، الشيخ محمود الشامي/142،143)
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1ـ في مدينة المعاجز للبحراني1/497: (إن أمير المؤمنين (عليه السلام) لما سار إلى صفين... .
2ـ مدينة المعاجز: (ووجدوا صومعة وبها راهب....).