مناسبات بقلم: العلاّمة السيد مرتضى العسكري (رحمه الله)
أ. مقام إبراهيم: قال سبحانه وتعالى: (وَاتَّخِذُوا مِنْ مَقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى...)(البقرة/125).
وفي صحيح البخاري(1) ما ملخصه: إن إبراهيم وإسماعيل (عليهما السلام) لما كانا يبنيان البيت: جعل إسماعيل يأتي بالحجارة وإبراهيم يبني، حتى إذا ارتفع البناء جاء بهذا الحجر- الحجر الأسود - فوضعه له فقام عليه وهو يبني وإسماعيل يناوله الحجارة...، إن الله سبحانه أمر الناس كما هو واضح أن يتبركوا بموطئ قدمَي إبراهيم (عليه السلام) في بيته الحرام ويتخذوا منه مصلى إحياءً لذكرى إبراهيم وتخليداً وليس فيه شيء من أمر الشرك بالله جلَّ اسمه.
ب- الصفا والمروة: قال الله سبحانه: (إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِنْ شَعَائِرِ اللهِ فَمَنْ حَجَّ الْبَيْتَ أَوِ اعْتَمَرَ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِ أَنْ يَطَّوَّفَ بِهِمَا)(البقرة/158).
وروى البخاري ما ملخصه: أن هاجر لما تركها إبراهيم (عليه السلام) مع ابنها إسماعيل بمكة ونفد ماؤها وعطشت وعطش ابنها وجعل يتلّوى فانطلقت إلى جبل صفا كراهية أن تنظر إليه، فقامت عليه تنظر هل ترى أحدا،... ثم أتت المروة ... فعلت ذلك سبع مرات. قال ابن عباس، قال النبي (صلى الله عليه وآله) فذلك سعي الناس بينهما... الحديث(2).
إن الذي نجده من اتجاه بعض المسلمين في القرون المتأخرة من تهوين أمر الرسول (صلى الله عليه وآله)، إنْ هو إلا نتيجةً لتلك المحاولات مدى القرون سواء في ما رووا من روايات تحط من قدر رسول الله (صلى الله عليه وآله) أم ما أولوا من آيات القرآن وغير ذلك مما فعلوا في توجيه المسلمين إلى ما أرادوا. ومنها ما رأوا في الاحتفال بذكرى ميلاد الرسول كما سنذكره في ما يأتي:
الخلاف حول الاحتفال بذكرى الأنبياء وذكرى عباد الله الصالحين يستدل من يرى استحباب الاحتفال بذكرهم بأن جُلَّ مناسك الحج احتفالٌ بذكرى الأنبياء والأولياء كما سنذكر أمثلة منها فيما يأتي:
الخلاف حول الاحتفال بذكرى الأنبياء وذكرى عباد الله الصالحين يستدل من يرى استحباب الاحتفال بذكرهم بأن جُلَّ مناسك الحج احتفالٌ بذكرى الأنبياء والأولياء كما سنذكر أمثلة منها فيما يأتي:
أ. مقام إبراهيم: قال سبحانه وتعالى: (وَاتَّخِذُوا مِنْ مَقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى...)(البقرة/125).
وفي صحيح البخاري(1) ما ملخصه: إن إبراهيم وإسماعيل (عليهما السلام) لما كانا يبنيان البيت: جعل إسماعيل يأتي بالحجارة وإبراهيم يبني، حتى إذا ارتفع البناء جاء بهذا الحجر- الحجر الأسود - فوضعه له فقام عليه وهو يبني وإسماعيل يناوله الحجارة...، إن الله سبحانه أمر الناس كما هو واضح أن يتبركوا بموطئ قدمَي إبراهيم (عليه السلام) في بيته الحرام ويتخذوا منه مصلى إحياءً لذكرى إبراهيم وتخليداً وليس فيه شيء من أمر الشرك بالله جلَّ اسمه.
ب- الصفا والمروة: قال الله سبحانه: (إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِنْ شَعَائِرِ اللهِ فَمَنْ حَجَّ الْبَيْتَ أَوِ اعْتَمَرَ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِ أَنْ يَطَّوَّفَ بِهِمَا)(البقرة/158).
وروى البخاري ما ملخصه: أن هاجر لما تركها إبراهيم (عليه السلام) مع ابنها إسماعيل بمكة ونفد ماؤها وعطشت وعطش ابنها وجعل يتلّوى فانطلقت إلى جبل صفا كراهية أن تنظر إليه، فقامت عليه تنظر هل ترى أحدا،... ثم أتت المروة ... فعلت ذلك سبع مرات. قال ابن عباس، قال النبي (صلى الله عليه وآله) فذلك سعي الناس بينهما... الحديث(2).
جعل الله السعي بين الصفا والمروة من مناسك الحج إحياءً لذكرى سعي هاجر بينهما واحتفالا بعملها، واستحباب الهرولة في محل الوادي الذي سعت فيه هاجر سعي الإنسان المجهود إحياءً لذكرى هرولتها هناك.
ج- رمي الجمار: روى أحمد والطيالسي في مسنديهما عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) أنه قال: (إن جبريل ذهب بإبراهيم إلى جمرة العقبة فعرض له الشيطان فرماه بسبع حصيات فساخ، ثم أتى الجمرة الوسطى...)(3).
هكذا جعل الله إحياء ذكرى رمي إبراهيم الشيطان والاحتفال بذكره من مناسك الحج.
د- الفدية: قال الله سبحانه في قصة إبراهيم وإسماعيل: (فَبَشَّرْنَاهُ بِغُلَامٍ حَلِيمٍ * فَلَمَّا بَلَغَ مَعَهُ السَّعْيَ قَالَ يَا بُنَيَّ إِنِّي أَرَى فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ فَانْظُرْ مَاذَا تَرَى قَالَ يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللهُ مِنَ الصَّابِرِينَ * فَلَمَّا أَسْلَمَا وَتَلَّهُ لِلْجَبِينِ * وَنَادَيْنَاهُ أَنْ يَا إِبْرَاهِيمُ * قَدْ صَدَّقْتَ الرُّؤْيَا إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ * إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْبَلَاءُ الْمُبِينُ * وَفَدَيْنَاهُ بِذِبْحٍ عَظِيمٍ)(الصافات/الآيات 101 - 107). وكذلك جعل الله إحياء ذكر فداء إبراهيم ابنه إسماعيل وإرسال الله الكبش فدية له والاحتفال بها من مناسك الحج، وأمر الحجاج بالفدية في منى اقتداءً بإبراهيم واحتفالاً بذكر موقفه من طاعة الله. في مقام إبراهيم انتشرت البركة من قدمي إبراهيم (عليه السلام) إلى موطئ قدميه. وأمر الله باتخاذه مسجداً في بيته الحرام وجعله الله أحياءً لذكره...
وكذلك شأن انتشار البركة مما يفيضه الله على عباده الصالحين في أزمنة خاصة مثل بركة يوم الجمعة. بركة يوم الجمعة. في صحيح مسلم: (إن الله خلق آدم يوم الجمعة وأدخله الجنة يوم الجمعة...)(4)
هذا وغيره مما أفاضه الله على عباده الصالحين في يوم الجمعة خلّد البركة في يوم الجمعة أبد الدهر. البركة في شهر رمضان وكذلك الشأن في بركة شهر رمضان فقد قال سبحانه: (شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآَنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ)(البقرة/185). وقال سبحانه: (إنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ(1) وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ(2) لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ...)(القدر/1-5).
ج- رمي الجمار: روى أحمد والطيالسي في مسنديهما عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) أنه قال: (إن جبريل ذهب بإبراهيم إلى جمرة العقبة فعرض له الشيطان فرماه بسبع حصيات فساخ، ثم أتى الجمرة الوسطى...)(3).
هكذا جعل الله إحياء ذكرى رمي إبراهيم الشيطان والاحتفال بذكره من مناسك الحج.
د- الفدية: قال الله سبحانه في قصة إبراهيم وإسماعيل: (فَبَشَّرْنَاهُ بِغُلَامٍ حَلِيمٍ * فَلَمَّا بَلَغَ مَعَهُ السَّعْيَ قَالَ يَا بُنَيَّ إِنِّي أَرَى فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ فَانْظُرْ مَاذَا تَرَى قَالَ يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللهُ مِنَ الصَّابِرِينَ * فَلَمَّا أَسْلَمَا وَتَلَّهُ لِلْجَبِينِ * وَنَادَيْنَاهُ أَنْ يَا إِبْرَاهِيمُ * قَدْ صَدَّقْتَ الرُّؤْيَا إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ * إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْبَلَاءُ الْمُبِينُ * وَفَدَيْنَاهُ بِذِبْحٍ عَظِيمٍ)(الصافات/الآيات 101 - 107). وكذلك جعل الله إحياء ذكر فداء إبراهيم ابنه إسماعيل وإرسال الله الكبش فدية له والاحتفال بها من مناسك الحج، وأمر الحجاج بالفدية في منى اقتداءً بإبراهيم واحتفالاً بذكر موقفه من طاعة الله. في مقام إبراهيم انتشرت البركة من قدمي إبراهيم (عليه السلام) إلى موطئ قدميه. وأمر الله باتخاذه مسجداً في بيته الحرام وجعله الله أحياءً لذكره...
وكذلك شأن انتشار البركة مما يفيضه الله على عباده الصالحين في أزمنة خاصة مثل بركة يوم الجمعة. بركة يوم الجمعة. في صحيح مسلم: (إن الله خلق آدم يوم الجمعة وأدخله الجنة يوم الجمعة...)(4)
هذا وغيره مما أفاضه الله على عباده الصالحين في يوم الجمعة خلّد البركة في يوم الجمعة أبد الدهر. البركة في شهر رمضان وكذلك الشأن في بركة شهر رمضان فقد قال سبحانه: (شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآَنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ)(البقرة/185). وقال سبحانه: (إنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ(1) وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ(2) لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ...)(القدر/1-5).
إذاً فقد انتشرت البركة من ليلة القدر التي أنزل فيه القرآن على خاتم أنبياء الله إلى جميع أزمنة شهر رمضان وتخلّدت البركة في ذلك الشهر من تلك الليلة إلى أبد الدهر.
بعد انتهائنا من الإشارة إلى رجحان الاحتفال بذكرى أصفياء الله نؤكد أننا نقصد من الاحتفال بذكر أصفياء الله - مثلا - قراءة سيرة رسول الله (صلى الله عليه وآله) الصحيحة غير المنحرفة في ليلة ميلاده وإطعام الطعام في سبيل الله وإهداء ثوابه لرسول الله (صلى الله عليه وآله) مع الاجتناب من القيام بأعمال ابتدعها بعض المتصوّفة.
بعد انتهائنا من الإشارة إلى رجحان الاحتفال بذكرى أصفياء الله نؤكد أننا نقصد من الاحتفال بذكر أصفياء الله - مثلا - قراءة سيرة رسول الله (صلى الله عليه وآله) الصحيحة غير المنحرفة في ليلة ميلاده وإطعام الطعام في سبيل الله وإهداء ثوابه لرسول الله (صلى الله عليه وآله) مع الاجتناب من القيام بأعمال ابتدعها بعض المتصوّفة.
(معالم المدرستين1/47،51)
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1ـ صحيح البخاري: كتاب الأنبياء، باب يزفون النسلان في المشي، ج 2 / 158 و 159.
2ـ صحيح البخاري: كتاب الأنبياء، باب يزفون النسلان في المشي، ج 2 / 158، وراجع معجم البلدان، مادة زمزم، بذكر تاريخ إسماعيل من تاريخ الطبري وابن الأثير.
3ـ مسند أحمد 1 / 306، وقريب منه في 127 ومسند الطيالسي الحديث 2697، وراجع مادة الكعبة من معجم البلدان وتاريخ إبراهيم وإسماعيل من تاريخ الطبري وابن الأثير.
4ـ صحيح مسلم: كتاب الجمعة، باب فضل الجمعة، الحديث: 17 و 18.
1ـ صحيح البخاري: كتاب الأنبياء، باب يزفون النسلان في المشي، ج 2 / 158 و 159.
2ـ صحيح البخاري: كتاب الأنبياء، باب يزفون النسلان في المشي، ج 2 / 158، وراجع معجم البلدان، مادة زمزم، بذكر تاريخ إسماعيل من تاريخ الطبري وابن الأثير.
3ـ مسند أحمد 1 / 306، وقريب منه في 127 ومسند الطيالسي الحديث 2697، وراجع مادة الكعبة من معجم البلدان وتاريخ إبراهيم وإسماعيل من تاريخ الطبري وابن الأثير.
4ـ صحيح مسلم: كتاب الجمعة، باب فضل الجمعة، الحديث: 17 و 18.