الأربعاء، 8 فبراير 2012

ريحانة (1)

ريحـــانة
نافذة تُعنى بشئون المرأة

قال الرسول الأكرم (صلى الله عليه وآله):

(خيرُ نسائكم الطيِّبة الطعام، الطيِّبة الريح، التي إن أنفقت أنفقت بمعروف، وإنْ أمسكت أمسكت بمعروف، فتلك عاملٌ من عمَّال الله، وعامل الله لا يخيب). (الكافي1/326)

عظمة مكانة المرأة في الإسلام

إن عظمة مقام المرأة بيّنها الإسلام في تشريعاته، فنجد في سورة النساء الآية/ 124: (وَمَنْ يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحَاتِ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ وَلَا يُظْلَمُونَ نَقِيرًا). وفى سورة النحل الآية/97: (مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ).

وفي سورة غافر/39، 40: (يَا قَوْمِ إِنَّمَا هَذِهِ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا مَتَاعٌ وَإِنَّ الْآَخِرَةَ هِيَ دَارُ الْقَرَارِ * مَنْ عَمِلَ سَيِّئَةً فَلَا يُجْزَى إِلَّا مِثْلَهَا وَمَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ يُرْزَقُونَ فِيهَا بِغَيْرِ حِسَابٍ). أضف إلى ذلك أن الطعام والكسوة والسكن ونفقات العلاج وغيرها للزوجة قد أوجبها الإسلام على الزوج دون الزوجة. فالإسلام لا يوجب على المرأة الطبخ أو التنظيف داخل بيتها مثلا. نعم، يستحب لها فعل ذلك ولا يجب بل لا يجوز للرجل شرعاً إكراه امرأته على ذلك (كما يفعل بعض المسلمين). أي أن المرأة مؤمّنة اجتماعيا واقتصاديا ومحفوظة الكرامة داخل وخارج أسرتها بحيث لا تحتاج إلى العمل مادامت متزوجة. بينما توجب القوانين الغربية والوضعية (بأغلبها) العمل على المرأة كي تعيش. وهذا يدلّ على علو ومكانة المرأة في الإسلام.

أمّا استخدام المرأة كسلعةٍ للجنس من قبل الغرب فحدث ولا حرج. فلم نسمع في أضعف وقتٍ للحضارة الإسلامية مهازل مثل تلك التي تحدث في الغرب الذي يبحث عن الجنس من أي طريق متاح والعياذ بالله، ويبحث عن استغلال المرأة تحقيقاً لهذه الأغراض البهيمية. أضف إلى ذلك أن الآيات الكريمة المشار إليها تؤكد أن مقياس التفاضل بين البشر جميعاً رجالاً ونساءً على قَدَمِ المساواة هو: الإيمان والعمل الصالح. فإذا اتجهنا إلى سنّة رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وجدنا المزيد... يقول النبي الأكرم (صلى الله عليه وآله وسلم): (إنما النساء شقائق الرجال) وفسّر العلماء كلمة (شقائق) بالأمثال... فالنّساء في التكاليف وفى الحساب والعقاب والثواب سواء مع الرجال. بل إن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) يشير بوضوح أنه لو كان له أمر التفضيل لفضّل النساء: (ساووا بين أولادكم في العطيّة، فلو كنت مفضّلاً أحداً لفضلت النساء). ويذكر القرآن بالتعظيم والتوقير نماذجَ لنساء ارتقين بطاعتهن لله فيقول عزّوجلّ في سورة التحريم/11،12: (وَضَرَبَ اللهُ مَثَلًا لِّلَّذِينَ آمَنُوا اِمْرَأَةَ فِرْعَوْنَ إِذْ قَالَتْ رَبِّ ابْنِ لِي عِندَكَ بَيْتًا فِي الْجَنَّةِ وَنَجِّنِي مِن فِرْعَوْنَ وَعَمَلِهِ وَنَجِّنِي مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ * وَمَرْيَمَ أبْنَتَ عِمْرَانَ الَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا فَنَفَخْنَا فِيهِ مِن رُّوحِنَا وَصَدَّقَتْ بِكَلِمَاتِ رَبِّهَا وَكُتُبِهِ وَكَانَتْ مِنَ الْقَانِتِينَ). لقد أعطى الإسلام للمرأة الحرية المالية الكاملة وجعلها مستقلّة بمالها عن زوجها فإن شاءت أعطته وإن شاءت منعته، يقول عزّوجل في سورة النساء/4: (وَآتُواْ النَّسَاء صَدُقَاتِهِنَّ نِحْلَةً فَإِن طِبْنَ لَكُمْ عَن شَيْءٍ مِّنْهُ نَفْسًا فَكُلُوهُ هَنِيئًا مَّرِيئًا).

ذلك هو مقياس الأفضلية في الإسلام... التقوى والطاعة... وليس الجنس.

 يقول القرآن الكريم في سورة لقمان/14،15: (وَوَصَّيْنَا الْإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ * وَإِن جَاهَدَاكَ عَلى أَن تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا وَاتَّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أَنَابَ إِلَيَّ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ). وبهذا الوهن والضعف وآلام الحمل قدّم رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) حسن صحبتها على حسن صحبة الوالد. فعن النبي الأعظم (صلى الله عليه وآله وسلم) في حديث آخر: جاء رجل فقال: يا رسول الله، من أحقُّ الناس بحسن صحابتي ؟؟ قال: أُمُّك.

قال: ثم مَنْ؟

 قال: أمك.

قال: ثم مَنْ ؟؟

قال: أُمُّك.

قال: ثم مَنْ؟

قال: أبوك.

و يقول (صلى الله عليه وآله وسلم): (أي رجل لطم امرأته لطمة أمر الله عزّ وجلّ خازن النيران فيلطمه على حرِّ وجهه سبعين لطمة من نار جهنم). بل وإنّ رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) أعطى المرأة خصوصية كبيرة: فنهى عن تتبع عثرات النساء.... فليس للرجل أن يصير رقيباً على زوجته يتسقّط لها الأخطاء ويعاتبها ويشتدُّ في عتابها ولومها.



الأستاذ/ أسامه النجفي